[ رحلة البحث عن السعـادة / Parts ~

الـبـحـث عـن الـسـعـادة ( Part 1 ) ~

أزحنا كل الحواجز و سرنا في طريقٍ طويلة .. كنا ببساطة [ أحراراً ] .. كنا كالأطفال !

حملنا معنا حقيبتنا و ما يلزمنا للمضي في رحلتنا ..

نمشي بتمايل في الشوارع .. ننفق مصروفنا في شراء الحلويات و رقائق البطاطا و المشروبات

نركض في هذا الطريق بدون توقف .. لا يهين من عزيمتنا تعبٌ ولا مشقة !

نتسابق معاً تارة .. و نختبئ عن بعضنا تارة أخرى ،، نستمتع بوقتنا !

و ضحكاتنا تسمع أهل الســمــاء .. يا لبراءتنا يا لعفويتنا !

ما أجمل صدق أرواحنا .. و ما أجمل هذا الطريق ..

... و حل الليل ! لم نفقد شيئاً من طاقتنا .. نحن الآن كما النهار لم يختلف شيء

و حتى لو تعبنا .. أمامنا المزيد لنكمله ..

ما أجمل سكون الليل .. و أصواتنا هي الوحيدة المسموعة .. ما أجمل صداها

ما أجمل نقائها .. ما أجمل النجوم و هي تتلألأ في تلك الصفحة الرائعة ..

أجمل لمعانها و ما أجمل بريقها !!

توقفنا للحظة .. كانت لحظة تأمل رائعة ،،

تشدني تلك الصفحة أتمنى للوصول إليها يوماً .. أعلم أن النجوم هي ليست كما التي

نخربشها في دفاترنا .. بل هي أروع بكثير .. أتمنى أن تهبني شيئاً من بريقها ..

أتمنى أن أحاكي القمر ! هل بوسعه أن يحمل همومي كما البحر ؟!

هل لديه أمواج ؟ حتى أسمع صوت إجابته .. حتى يهبني الأمل .. ؟!

حتى لو كان بوسعه فعل ذلك .. فلن يأخذ مكان البحر ..

لأن البحر هو ملجأي .. هو الحضن الواسع الذي يحتويني هو كل شيء بالنسبة لي ..

و تابعنا المسير ..

كانت أجسامنا تستشعر برودة الشتاء .. جلسنا قليلاً غطينا أنفسنا تحت وشاحٍ ذهبي واحد ..

وهبنا الإحساس بالدفء .. صرنا نحكي لبعضنا ما في قلوبنا .. نحس بالارتياح ,,

تارة .. و نتحدى عقبات الحياة بكلامنا تارة أخرى ..

و فجأة .. يقطع حديثنا وقع زخَات المطر .. هيـا بنا ! فقد حان وقت الجنون !

ندور و نلعب نجري و نضحك تحت المطر .. يا له من شعور رائع !

تبللت ثيابنا .. و حتى وشاحنا ! لكن ذلك لم يوقفنا بل زادنا حماساً و جنوناً !

تنافسنا من التي ستجمع بيدها ماءً أكثر ! .. شربنا منه حتى ارتوينا فقد كان عذباً باردا و منعشاً !

و توقف المطر .. كانت لحظات جميلة قضيناها تحته ،،

تمنينا لو أنها لم تنتهي .. و لكننا لا نعلم ما يخبئ لنا هذا الطريق .. ربما هناك الأجمل !

جلسنا بعد أن أحسسنا البرودة أنهكتنا قليلاً .. غيرنا ملابسنا و أشعلنا ناراً بصعوبة

أخذنا نتدفأ بجانبها .. حتى غفت أعيننا بغير أن نحس .. و استيقظنا على إشراقة الشمس الدافئة

تناولنا من قليل ما اشترينا في نهار الأمس .. و وجدنا العصير كان بارداً ،،

فقد كان الجو بمثابة خزان له !

بعد أن انتهينا .. عدنا مجدداً نشق طريقنا بضحكات أضحكت الكون معنا !

لمحت شيئاً .. حسبته خيالاً ، فما الذي يأتي ببحرٍ هنا ؟!

و كأنني لم أرى شيئاً .. و لكنني سرعان ما عدت أتأكد مرآي .. و فوجئت حقاً !

إنه بحر !! إنه معشوقي !! ..

و وقفنا .. آهٍ و ألف آه .. كم أتعبتني هذه الدنيا يا بحري !

و لم أستطع أن أمنع دموعي من النزول .. !

و لكن .. أتعلم يا بحر ؟!

إنني في رحلة أبحث عن السعادة .. سآتيك قريباً أروي لك أخباري من نوع آخر !


9 – أبريل – 2009 \ الساعة 49 : 11